الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر.
sky net لخدمات الانترنت والموبايل :: الفئة الأولى :: المنتديات الاسلامية :: المعلومات الاسلامية النادرة
صفحة 1 من اصل 1
الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر.
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
«الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» كتاب الزهد والرقائق ح.
وروى البيهقي في الزهد الكبير عن فضيل بن عياض في معنى قول النبي «الدنيا سجن المؤمن»
قال هي سجن من ترك لذاتها وشهواتها، فأي سجن هي عليه؟
وروى أبو داود في الزهد عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر،
إن المؤمن إذا مات خلى له سربه يسرح في الجنة حيث شاء»
وروى ابن المبارك عن الحسن قال والله إن أصبح مؤمن فيها إلا حزينًا، وكيف لا يحزن وقد أخبره الله
أنه وارد جهنم، ولم يأته عن الله أنه صادر عنها، وليلقين أمراضًا ومصيبات وأمورًا عظيمة، وليُظلمن فيها
فما ينتصر، يبتغي من ذلك الثواب من الله، وما يزال فيها حزينًا خائفًا حتى يفارقها، فإذا فارقها أفضى
إلى الراحة والكرامة.
قال النووي في شرح الحديث معناه أن المؤمن مسجون فيها ممنوع عن الشهوات المحرمة والمكروهة،
ومكلف بفعل الطاعات الشاقة، فإذا مات استراح من هذا وانقلب إلى ما أعد الله له من النعيم الدائم والراحة
الخالصة من المنغصات، وأما الكافر فإنما له من ذلك ما حصل في الدنيا مع قلته وتكديره بالمنغصات، فإذا
مات انقلب إلى العذاب الدائم وشقاوة الأبد.
قُلْتُ ويشهد لهذا قول النبي لعمر رضي الله عنه لما قال ادع الله يا رسول الله أن يوسع على أمتك فقد وسع
على فارس والروم وهم لا يعبدون الله، فاستوى جالسًا وقال «أفي شك أنت يا ابن الخطاب أولئك قوم عجلت
لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا» فقلت استغفر لي يا رسول الله متفق عليه.
وقال المناوي في شرح الجامع الصغير الدنيا سجن المؤمن بالنسبة لما أعد له في الآخرة من النعيم المقيم،
وجنة الكافر بالنسبة لما أمامه من عذاب الجحيم اهـ.
ومن عدل الله عز وجل أن نعم الله الدنيوية يستوفيها الكافر في الدنيا، وليس له في الآخرة نصيب
مر الحافظ ابن حجر العسقلاني قاضي قضاة مصر برجل يهودي يبيع السمن والزيت، وكان ابن حجر يركب
عربة تجرها والبغال الناس حوله، فاستوقفه اليهودي قائلاً إن نبيكم يقول «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر»،
فكيف أكون أنا بهذه الحال، وأنت بهذه الحال؟ فقال ابن حجر أنا في سجن بالنسبة لما أعده الله للمؤمنين
في الآخرة، وأنت في جنة بالنسبة لما أعده الله للكافرين في الجحيم فأسلم اليهودي.
والحقيقة أن الكافرين وإن استمتعوا بالدنيا، فإنهم في كرب وضيق لإعراضهم عن الله عز وجل،
يقول الله تعالى «وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا» طه.
ولهذا يُقدم أحدهم على قتل نفسه بسبب هذا الضنك.
إن ما يُعطى الكافر من نعيم في الدنيا إنما هو إمهال واستدارج،
يقول تعالى «سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ» الأعراف.
وقال تعالى «وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ» البقرة.
وقال تعالى «لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ
وَأَبْقَى» طه.
وقال تعالى «لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلاَدِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ» آل عمران.
قال السعدي، رحمه الله وهذه الآية المقصود منها التسلية عما يحصل للذين كفروا من متاع الدنيا، وتنعمهم
فيها، وتقلبهم في البلاد بأنواع التجارات والمكاسب واللذات، وأنواع العز، والغلبة في بعض الأوقات،
فإن هذا كله «متاع قليل» ليس له ثبوت ولا بقاء، بل يتمتعون به قليلاً ويعذبون عليه طويلاً، هذه أعلى حالة
تكون للكافر، وقد رأيت ما تؤول إليه.
أما المتقون لربهم، المؤمنون به، فمع ما يحصل لهم من عز الدنيا ونعيمها
«لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا»
فلو قدر أنهم في دار الدنيا، قد حصل لهم كل بؤس وشدة، وعناء ومشقة، لكان هذا بالنسبة إلى النعيم المقيم،
والعيش السليم، والسرور والحبور، والبهجة نزرًا يسيرًا، ومنحة في صورة محنة، ولهذا
قال تعالى «وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لالَْبْرَارِ»، وهم الذين برت قلوبهم، فبرت أقوالهم وأفعالهم، فأثابهم البر الرحيم
من بره أجرًا عظيمًا، وعطاءً جسيمًا، وفوزًا دائمًا اهـ.
ولأجل هذا يُكره للمؤمن الانغماس في لذات الدنيا والترفه فيها لأن هذا مما يُطغي ويُنسي،
قال الله تعالى «فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ
عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى» النازعات.
عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عبد الرحمن بن عوف أُتي بطعام وكان صائمًا، فقال قتل مصعب بن عمير
وهو خير مني، فكفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطي رجلاه بدا رأسه وأراه، قال وقتل حمزة
وهو خير مني، يعني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط أو قال أعطينا من الدنيا
ما أعطينا وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام رواه البخاري.
«الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» كتاب الزهد والرقائق ح.
وروى البيهقي في الزهد الكبير عن فضيل بن عياض في معنى قول النبي «الدنيا سجن المؤمن»
قال هي سجن من ترك لذاتها وشهواتها، فأي سجن هي عليه؟
وروى أبو داود في الزهد عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر،
إن المؤمن إذا مات خلى له سربه يسرح في الجنة حيث شاء»
وروى ابن المبارك عن الحسن قال والله إن أصبح مؤمن فيها إلا حزينًا، وكيف لا يحزن وقد أخبره الله
أنه وارد جهنم، ولم يأته عن الله أنه صادر عنها، وليلقين أمراضًا ومصيبات وأمورًا عظيمة، وليُظلمن فيها
فما ينتصر، يبتغي من ذلك الثواب من الله، وما يزال فيها حزينًا خائفًا حتى يفارقها، فإذا فارقها أفضى
إلى الراحة والكرامة.
قال النووي في شرح الحديث معناه أن المؤمن مسجون فيها ممنوع عن الشهوات المحرمة والمكروهة،
ومكلف بفعل الطاعات الشاقة، فإذا مات استراح من هذا وانقلب إلى ما أعد الله له من النعيم الدائم والراحة
الخالصة من المنغصات، وأما الكافر فإنما له من ذلك ما حصل في الدنيا مع قلته وتكديره بالمنغصات، فإذا
مات انقلب إلى العذاب الدائم وشقاوة الأبد.
قُلْتُ ويشهد لهذا قول النبي لعمر رضي الله عنه لما قال ادع الله يا رسول الله أن يوسع على أمتك فقد وسع
على فارس والروم وهم لا يعبدون الله، فاستوى جالسًا وقال «أفي شك أنت يا ابن الخطاب أولئك قوم عجلت
لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا» فقلت استغفر لي يا رسول الله متفق عليه.
وقال المناوي في شرح الجامع الصغير الدنيا سجن المؤمن بالنسبة لما أعد له في الآخرة من النعيم المقيم،
وجنة الكافر بالنسبة لما أمامه من عذاب الجحيم اهـ.
ومن عدل الله عز وجل أن نعم الله الدنيوية يستوفيها الكافر في الدنيا، وليس له في الآخرة نصيب
مر الحافظ ابن حجر العسقلاني قاضي قضاة مصر برجل يهودي يبيع السمن والزيت، وكان ابن حجر يركب
عربة تجرها والبغال الناس حوله، فاستوقفه اليهودي قائلاً إن نبيكم يقول «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر»،
فكيف أكون أنا بهذه الحال، وأنت بهذه الحال؟ فقال ابن حجر أنا في سجن بالنسبة لما أعده الله للمؤمنين
في الآخرة، وأنت في جنة بالنسبة لما أعده الله للكافرين في الجحيم فأسلم اليهودي.
والحقيقة أن الكافرين وإن استمتعوا بالدنيا، فإنهم في كرب وضيق لإعراضهم عن الله عز وجل،
يقول الله تعالى «وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا» طه.
ولهذا يُقدم أحدهم على قتل نفسه بسبب هذا الضنك.
إن ما يُعطى الكافر من نعيم في الدنيا إنما هو إمهال واستدارج،
يقول تعالى «سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ» الأعراف.
وقال تعالى «وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ» البقرة.
وقال تعالى «لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ
وَأَبْقَى» طه.
وقال تعالى «لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلاَدِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ» آل عمران.
قال السعدي، رحمه الله وهذه الآية المقصود منها التسلية عما يحصل للذين كفروا من متاع الدنيا، وتنعمهم
فيها، وتقلبهم في البلاد بأنواع التجارات والمكاسب واللذات، وأنواع العز، والغلبة في بعض الأوقات،
فإن هذا كله «متاع قليل» ليس له ثبوت ولا بقاء، بل يتمتعون به قليلاً ويعذبون عليه طويلاً، هذه أعلى حالة
تكون للكافر، وقد رأيت ما تؤول إليه.
أما المتقون لربهم، المؤمنون به، فمع ما يحصل لهم من عز الدنيا ونعيمها
«لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا»
فلو قدر أنهم في دار الدنيا، قد حصل لهم كل بؤس وشدة، وعناء ومشقة، لكان هذا بالنسبة إلى النعيم المقيم،
والعيش السليم، والسرور والحبور، والبهجة نزرًا يسيرًا، ومنحة في صورة محنة، ولهذا
قال تعالى «وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لالَْبْرَارِ»، وهم الذين برت قلوبهم، فبرت أقوالهم وأفعالهم، فأثابهم البر الرحيم
من بره أجرًا عظيمًا، وعطاءً جسيمًا، وفوزًا دائمًا اهـ.
ولأجل هذا يُكره للمؤمن الانغماس في لذات الدنيا والترفه فيها لأن هذا مما يُطغي ويُنسي،
قال الله تعالى «فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ
عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى» النازعات.
عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عبد الرحمن بن عوف أُتي بطعام وكان صائمًا، فقال قتل مصعب بن عمير
وهو خير مني، فكفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطي رجلاه بدا رأسه وأراه، قال وقتل حمزة
وهو خير مني، يعني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط أو قال أعطينا من الدنيا
ما أعطينا وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام رواه البخاري.
sky net لخدمات الانترنت والموبايل :: الفئة الأولى :: المنتديات الاسلامية :: المعلومات الاسلامية النادرة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى